بحث شامل في ادارة المشاريع

إدارة المشاريع هي عملية إعداد وتخطيط وتنفيذ ومراقبة عمل فريق ما، وذلك لتحقيق أهداف معينة والوصول إلى معايير نجاح محددة ضمن إطار زمني محدود. إن التحدي الرئيس في إدارة المشاريع هو تحقيق جميع أهداف المشروع ضمن القيود الموجودة، وتشمل هذه القيود: نطاق المشروع، ومدته الزمنية، والجودة، والميزانية. أما التحدي الآخر – والأكثر صعوبة – فيتمثل في توزيع المدخلات على نحو الأمثل واستخدامها لتحقيق الأهداف المحددة مسبقًا. ويتلخص الهدف من إدارة المشاريع في إنتاج مشروع متكامل يحقق أهداف العميل.

أما المشروع ذاته فيُعرّف بأنه جهود مؤقتة لإنتاج منتج أو خدمة فريدة، أو الوصول إلى نتيجة معينة، وذلك ضمن سقف زمني محدد، وفي إطار قيود الميزانية وعدد الأفراد المتوفرين، وذلك لتحقيق أهداف فريدة، وإحداث تغيير إيجابي.

تخصص إدارة المشاريع

تُتاح شهادات إدارة المشاريع في مستويات متعددة لتلبي بذلك المتطلبات التعليمية والتطلعات المهنية للطلاب على اختلاف درجاتهم. وفيما يلي أبرز الدرجات الجامعية التي يمكن الحصول عليها في مجال إدارة المشاريع.

درجة الدبلوم

وتستهدف هذه الدرجة الأفراد الذين لا يمتلكون الكثير من الخبرة، أو لا يمتلكون خبرة إطلاقًا في مجال إدارة المشاريع. ويتطلب الحصول على هذه الدرجة بالعادة عامان دراسيان، علمًا أنها تركز على المعرفة والمصطلحات والعمليات الأساسية المتعلقة بإدارة المشاريع. وبفضل هذه الشهادة، يستطيع الطلاب أن يعدوا أنفسهم للحصول على درجات أعلى في ذات المجال، كما أنها تمنحهم المعرفة المهنية الأساسية التي يحتاجون إليها.

 درجة البكالوريوس 

تتطلب درجة البكالوريس في إدارة المشاريع بالعادة أربع سنوات دراسية وهي تساعد الطلاب على إتقان أساسيات هذا المجال، والتي تشمل مهارات تحديد الأهداف، وإدارة المشاريع، وتوزيع المهام الإدارية، والعمل ضمن الفريق، وتقييم المشروع وعوائد الاستثمار. كذلك يحصل الطلاب في مرحلة البكالوريس على فهم استراتيجي يمكنهم من دراسة وحل العديد من المشاكل المتعلقة بالمشاريع.

درجة الماجستير

يستغرق الحصول على درجة الماجستير في إدارة المشاريع عامًا واحدًا أو عامين، وتدور جميع المساقات في هذه المرحلة حول المهارات التقنية وغير التقنية اللازمة لإدارة وتحقيق أهداف المشاريع، حيث يحصل الطلاب على مهارات متقدمة تمكنهم من معالجة المشكلات على نحو فعال وتؤهلهم لمواجهة حياة مهنية مليئة بالتحديات.

ما هي إدارة المشاريع الاحترافية؟

تُعتبر شهادة إدارة المشاريع الاحترافية شهادةً معترفًا بها يحصل عليها مدراء المشاريع، وهي تتضمن جميع الخبرات والمهارات الأكاديمية والعملية اللازمة لقيادة وإدارة وتقييم المشروع وتحقيق أهدافه باستخدام الموارد المتاحة.

ويُعد وجود مدراء المشاريع المحترفين أمرًا ضروريًا في جميع المجالات، فهم موجودون في كل مكان تقريبًا. وعلى خلاف الشهادات الأخرى التي تركز على بقعة جغرافية معينة أو مجال محدد، تتميز شهادة إدارة المشاريع الاحترافية بكونها شهادة عالمية فعلاً، حيث أنك تستطيع بهذه الشهادة العمل في أي مجال وبأي طريقة وفي أي مكان.

كذلك تمنح شهادة إدارة المشاريع الاحترافية لحامليها ميزة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالراتب، والدخل المحتمل، حيث أظهرت الاستطلاعات أن الحاصلين على شهادة إدارة المشاريع الاحترافية يحصلون على راتب أعلى بـ20% من أولئك الذين لا يحملونها. 

أما أصحاب العمل فهم يستفيدون أيضًا من شهادة إدارة المشاريع الاحترافية، فعندما يكون أكثر من ثلث المدراء في الشركة ممن يحملون شهادة إدارة المشاريع الاحترافية، تزداد احتمالية نجاح الشركات في إنجاز مشاريعها وفق الأهداف المحددة وضمن حدود الميزانية والسقف الزمني. إن حصولك على شهادة إدارة المشاريع الاحترافية يعني أنك تستطيع أن تفهم وأن تتحدث اللغة العالمية لإدارة المشاريع والتي تربطك بمجتمع من المدراء المحترفين، والمنظمات، والخبراء من جميع أنحاء العالم.

إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة

المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي مشاريع ذات ملكية وإدارة مستقلة، وهي تشكل النسبة العظمى من المشاريع في الأسواق العالمية، كما أنها تساهم في الازدهار والنمو الاقتصادي وتعزز الابتكار وتخلق فرص العمل. وينص التعريف الأوروبي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة على أنها "المشاريع التي توظف أقل من 250 شخصًا ولا تتجاوز عائداتها 50 مليون يورو سنويًا، فيما لا تتخطى الميزانية السنوية لها 43 مليون يورو."

وتمتلك المشاريع الصغيرة والمتوسطة أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة، وخصوصًا بسبب دورها في خلق فرص العمل. وبسبب حجمها الصغير، فإن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تتأثر بشكل كبير بالمدراء التنفيذيين والمالكين والمؤسسين. إن مهام المدراء التنفيذيين في المشاريع الصغيرة والمتوسطة لا تقل صعوبة عن المشاريع الكبيرة، فهي تتطلب أن يقوم المدير التنفيذي بتخصيص وقته وطاقته وجميع موارده في إدارة المشروع و إدارة المخاطر. وعادةً ما يكون المدير التنفيذي ومهاراته الاستراتيجية والقيادية هي سبب إنجاح المشروع أو سبب فشله.