نمت التجارة الإلكترونية بمعدل غير مسبوق منذ أن بدأت جائحة COVID-19، ومن المتوقع أن يستمر هذا الأمر حتى لو انتهت الجائحة. بموقعها المتميز تستطيع المملكة العربية السعودية الاستفادة من نمو التجارة الإلكترونية من خلال بناء سوق التجارة الإلكترونية فيها بشكل قوي، بالاستناد الى السياسات الصحيحة في التعامل مع هذا النوع من التجارة، لتصبح قوة لا يستهان بها بين دول مجلس التعاون الخليجي.
من خلال توفر الإمكانات الهائلة ورغم بعض التحديات، نمت التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية بشكل سريع حيث تسير المملكة بثبات لتحقيق رؤية 2030، وهي خطة شاملة تهدف إلى انتقال المملكة إلى اقتصاد قائم على المعرفة، حيث زادت المبيعات على الإنترنت بنسبة 60٪ كمعدل سنوي في جميع أنواع المنتجات، حيث حصلت التجارة الإلكترونية على نمو كبير في المنتجات الإعلامية، ومنتجات الملابس والأحذية. حالياً يفوق معدل نمو التجارة الإلكترونية التجارة التقليدية ولا يبدو أنها ستتراجع.
ومع ذلك، على الرغم من النمو الاستثنائي الحاصل، لا تزال التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية في طور النشوء، ففي عام 2020 كانت تمثل 6٪ فقط من حجم سوق التجارة الإلكترونية المتوقع بعد جائحة COVID-19 في المملكة العربية السعودية من 2020 إلى 2025 من إجمالي مبيعات التجزئة، وهذا مقارنة بأسواق التجارة الإلكترونية الرائدة العالمية والتي بلغت مستويات انتشار المتاجر الإلكترونية فيها 18٪ من مبيعات التجزئة في جميع أنحاء العالم من 2020 إلى 2024 في عام 2020.
لدى تجار التجزئة في المملكة العربية السعودية الذين يدركون إمكانات التجارة الإلكترونية فرصتين رئيسيتان لتأسيس وجود على الإنترنت، وذلك من خلال بناء الأعمال التجارية بأنفسهم أو بالشراكة مع المنصات الموجودة في السوق. يمكن لهؤلاء التجار أن يحصلوا على حصة كبيرة في سوق التجارة الإلكترونية من خلال إنشاء متاجر قوية بالاعتماد على مخزون المنتجات الكبير داخل البلد، والخدمات اللوجستية الفعالة، وطرق التسليم السريعة والرخيصة، تواجد التجار المحليين بشكل قوي في السوق سيجعل الأمر صعباً جداً على التجار العالميين للدخول في المنافسة.
هناك داعم تكنولوجي آخر يعمل لصالح المملكة العربية السعودية، حيث أن اشتراكات الإنترنت للأجهزة المحمولة مرتفعة بشكل استثنائي في المملكة العربية السعودية بنسبة أعلى من غالبية الأسواق المتقدمة، تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة العاشرة في العالم من حيث سرعة الإنترنت الأسرع أيضاً.
وأيضاً تمتلك المملكة العربية السعودية نسبة عالية نسبياً (72٪) من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً ويمتلكون حساباً مصرفياً، مما يتيح نمو التجارة الإلكترونية في المستقبل.
تمتلك المملكة العربية السعودية نسبة عالية (72٪) من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً ويمتلكون حساباً مصرفياً، مما يتيح نمو التجارة الإلكترونية بشكل متسارع
ويُظهر سكان المملكة العربية السعودية تقبلاً كبيراً للتجارة الإلكترونية، حيث يشكل الشباب الذين تترأوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً أكبر شريحة من السكان حيث تصل النسبة الى 43% من السكان بناء على تقرير( eCommerce in Saudi Arabia 2020, ecommerceDB report, January 2021)، كما أن الشباب يمتلكون معرفة كبيرة بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، في الواقع زاد متوسط الوقت الذي يقضيه السعوديون على وسائل التواصل الاجتماعي بأكثر من 20٪ خلال السنوات الثلاث الماضية وصولاً إلى أكثر من ثلاث ساعات يومياً.
هناك اتجاه آخر يُظهر رغبة المستهلكين السعوديين في الانخراط في التجارة الإلكترونية، وهو المبيعات غير الرسمية التي يقوم بها مصممو الأزياء وغيرهم من الشركات الصغيرة مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. عندما يشاهد المستهلكون قطعة ملابس مطلوبة على انستجرام على سبيل المثال، يمكنهم السؤال عما إذا كانت السلعة متاحة للبيع. إذا كان الأمر كذلك، فسيتم إعطاؤهم تفاصيل حول كيفية تحويل الأموال إلى حساب مصرفي كدفعة. ثم يتم إرسال السلعة إلى العميل، في حين أن مثل هذه المبيعات غير الرسمية لا تتغاضى عنها الحكومة لأنها تمثل خطرًا على المستهلك، إلا أنها تشير إلى أن المتسوقين السعوديين مستعدون جدًا للدخول إلى السوق على الإنترنت.
السوق السعودي والذي يتميز بوجود عملاء بارعين في مجال التكنولوجيا ومع وجود الطلب القوي على عروض التجارة الإلكترونية، يشير إلى أن الدافع الرئيسي لنمو التجارة الإلكترونية فيها سيكون تطوير أساليب التجار أو المزودون ليصبح بجودة أعلى ومناسباً لهذا السوق.
السوق السعودي والذي يتميز بوجود عملاء بارعين في مجال التكنولوجيا ومع وجود الطلب القوي على عروض التجارة الإلكترونية، يشير إلى أن الدافع الرئيسي لنمو التجارة الإلكترونية فيها سيكون تطوير أساليب التجار أو المزودون ليصبح بجودة أعلى ومناسباً لهذا السوق.
لا تزال التحديات قائمة على الرغم من التطور، ولا يزال الناشطون في التجارة الإلكترونية في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي يواجهون العديد من التحديات، أحد أكبر هذه التحديات هو محدودية تنوع منتجاتهم، الناشط الاقليمي المميز موقع Noon.com لديه ما يزيد عن 5 ملايين وحدة تخزين (SKUs)، كما تمتلك (Namshi) الشركة الرائدة في السوق في مجال الملابس في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، لديها ما يقرب من مئة الف وحدة تخزينية، وبالمقارنة تمتلك أمازون في الولايات المتحدة 350 مليون وحدة!
مشغلي التجارة الإلكترونية الإقليميين في دول مجلس التعاون الخليجي مقيدون أيضًا عندما يتعلق الأمر بسرعة التسليم والخيارات المتاحة، داخل المملكة العربية السعودية هناك فقط مجموعة صغيرة من بائعي التجزئة على الإنترنت في المدن الكبرى التي تقدم خدمة التوصيل في نفس اليوم، وهو معيار مهم في الأسواق المتقدمة في أماكن أخرى من العالم.