إذا كنت تعمل في مجال الأعمال أو تدرس في الجامعة، فمن المرجح أنك قد سمعت عن الميزانية والموازنة، فعلى الرغم من أنهما يتعاملان بنفس الأموال، إلا أنّ لكل منهما معنى مختلف. في هذه المقالة، سنتحدث عن الفرق بين الميزانية والموازنة وكيف يمكن استخدامهما بشكل صحيح في الأعمال.
تعد الميزانية والموازنة من العناصر الأساسية لأي شركة أو مؤسسة، حيث يمتلك كل منهما معنى مختلف الآخر بالرغم من تشابهما، فالميزانية تعني تخطيط المصروفات والإيرادات للعام القادم، بينما الموازنة تعني مقارنة الإيرادات والمصروفات الفعلية بالتوقعات المالية المحددة في الميزانية.
عند إعداد الميزانية، يجب تحديد المصروفات والإيرادات المتوقعة للعام القادم، وعندما تنتهي السنة المالية، يتم إعداد الموازنة لمقارنة الإيرادات والمصروفات الفعلية بالتوقعات المالية التي تم تحديدها في الميزانية. وبناءً على الفروق الناتجة بين الميزانية والموازنة، يمكن للشركات التعرف على الأخطاء واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنبها في المستقبل.
ما هو مفهوم الميزانية العمومية؟
تُعرّف الميزانية العمومية بأنّها بيان مالي لجهة ما خلال فترة مُحدّدة زمنيًا، وغالباً ما تُحسب الميزانية في الربع الأول من السنة، أو بعد 6 شهور من السنة، أو مرة واحدة خلال العام, وتتكوّن الميزانية من 3 عناصر أساسية، وهي؛ المُمتلكات، والالتزامات، ورأس المال، حيث تُعتبر المُمتلكات والالتزامات قطبا الميزانية العمومية لما لهما من دور في تحديد الوضع المالي للجهة المعنية.
وتتكوّن الميزانية العمومية من جزئين رئيسيين، وهما: الجزء الأول الذي يتعلق بالإيرادات، والجزء الثاني الذي يتعلق بالنفقات. وتتضمّن الإيرادات جميع المصادر التي تتحصّل منها الجهة المعنية بالأموال، بينما تتضمّن النفقات جميع المصروفات التي تتكبّدها الجهة المعنية، حيث تعتبر الميزانية العمومية أداة مهمة في تحديد الأولويات والتخطيط المالي للجهة المعنية، كما أنها تساعد على تحديد المصاريف الضرورية والميزانية اللازمة لتلبية احتياجات الجهة.
وتختلف الميزانية العمومية عن الموازنة في أن الميزانية هي بيان مالي يعكس الوضع المالي للجهة المعنية في تاريخ محدد، بينما الموازنة تعتبر خطة مالية تحدد مسار العمل في الفترة القادمة، كما وتتضمن الميزانية العمومية أرصدة الموجودات والمطلوبات، بينما تتضمن الموازنة العامة النفقات والإيرادات العامة المتوقعة.
الفرق بين الميزانية والموازنة
الميزانية
تُعرّف الميزانية بأنّها بيان مالي لجهة ما خلال فترة مُحدّدة زمنيًا، وغالباً ما تُحسب الميزانية في الربع الأول من السنة، أو بعد 6 شهور من السنة، أو في نهاية السنة المالية، حيث تحدد الميزانية المبالغ المالية التي تحتاجها الجهة خلال الفترة المحددة، إضافة إلى المصادر التي ستُستخدم لتمويل هذه المبالغ.
تهدف الميزانية إلى تحديد الإنفاق والإيرادات المتوقعة للجهة خلال الفترة المحددة، كما وتساعد في تحديد ما إذا كانت الجهة ستحقق ربحًا أو خسارة في نهاية الفترة المحددة. وتُستخدم الميزانية عادة في الشركات والحكومات والمؤسسات الأخرى.
الموازنة
تُعرّف الموازنة على أنّها النفقات المتوقعة لعام، أو خطة عمل للسير عليها خلال العام، أو خطط رسمية للأعمال التجارية المستقبلية، وتهدف إلى تفهم واضح للأنشطة التي ستتم خلال الفترة المحددة والموارد المطلوبة لتنفيذ هذه الأنشطة.
تُستخدم الموازنة لتحديد الموارد المالية والبشرية والمواد اللازمة لتنفيذ الأنشطة المحددة، كما وتُستخدم عادة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.
أهمية الميزانية والموازنة
تعد الميزانية والموازنة من الأدوات المالية الهامة لأي منشأة أو شركة أو دولة، حيث تساهم في تحديد الأهداف المالية والموارد المتاحة والمستهدفة، وتحديد الإنفاق والإيرادات بشكل واضح ودقيق.
وتساعد كل من الميزانية والموازنة في تحديد الخطط الاستراتيجية والتكتيكية للمنشأة أو الشركة أو الدولة، وتحديد ما إذا كانت هذه الخطط ستتحقق بشكل مالي أم لا.
تساعد كل من الميزانية والموازنة في مراقبة النفقات والإيرادات، وتحديد مدى تحقيق الأهداف المالية المستهدفة، وما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراء تعديلات في الخطط المالية والإدارية.
تساعد كل من الميزانية والموازنة في تحديد قدرة المنشأة أو الشركة أو الدولة على تحمل المخاطر المالية، وما إذا كانت هناك حاجة إلى زيادة الموارد المالية أو تقليل النفقات.
تعد الميزانية والموازنة أيضًا أدوات مهمة للمستثمرين لقياس قدرة الشركة والاطّلاع على عملياتها، حيث توضح كل منهما جميع حسابات الشركة خلال فترة زمنية مُحدّدة.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد الميزانية والموازنة في تحديد الأولويات المالية وتوزيع الموارد المالية بين الأقسام والمشاريع المختلفة، وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى إعادة توجيه الموارد المالية إلى المشاريع الأكثر أهمية.
عملية إعداد الميزانية والموازنة
إعداد الميزانية والموازنة هي عملية مهمة تقوم بها الشركات والحكومات لتحديد النفقات والإيرادات المتوقعة خلال فترة زمنية محددة، حيث تعد الميزانية والموازنة من أهم الأدوات التي تستخدم لتخطيط وتنظيم الأعمال والمشاريع.
ويتم إعداد الميزانية والموازنة بشكل مختلف، حيث يعتمد إعداد الميزانية على البيانات المالية الفعلية للشركة أو الحكومة، بينما يعتمد إعداد الموازنة على التوقعات والتقديرات المستقبلية.
تبدأ عملية إعداد الميزانية بجمع البيانات المالية الفعلية للشركة أو الحكومة خلال الفترة الماضية، وتحليل هذه البيانات لتحديد النفقات والإيرادات المتوقعة خلال الفترة المقبلة، حيث يتم تحليل هذه البيانات باستخدام العديد من الأدوات المالية والإحصائية، مثل النسب المالية والتوقعات المالية للسوق والعوائد المتوقعة.
أما عملية إعداد الموازنة، فتعتمد على توقعات المستقبل وتقديرات المدخلات المالية المتوقعة خلال الفترة المقبلة، مثل توقعات الإيرادات والنفقات والتكاليف المتوقعة. وتتضمن عملية إعداد الموازنة أيضًا تحديد الأهداف والأولويات الرئيسية للشركة أو الحكومة خلال الفترة المقبلة، وتحديد الإجراءات والخطط اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
وتتضمن عملية إعداد الموازنة أيضًا تحديد الأهداف والأولويات الرئيسية للشركة أو الحكومة خلال الفترة المقبلة، وتحديد الإجراءات والخطط اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، حيث يتم إعداد الموازنة بشكل دقيق ومتأني لتحقيق أفضل النتائج المالية والاقتصادية.
التحديات التي تواجه إعداد الميزانية والموازنة
يشكّل إعداد الميزانية والموازنة تحدّياً كبيراً للشركات والحكومات، حيث يتطلّب الأمر تحديد الإيرادات والنفقات بدقّة، والتنبؤ بالتحديات المستقبلية للشركة أو الحكومة، ومن أبرز التحديات التي قد تواجه إعداد الميزانية والموازنة:
- تحديد الإيرادات والنفقات بدقّة: يتطلّب تحديد الإيرادات والنفقات بدقّة عملية تحليلية شاملة للحسابات والمعلومات المالية. ويتطلّب الأمر أيضاً تقدير المستقبل والتنبؤ بالتحديات المستقبلية للشركة أو الحكومة.
- تحديد الأولويات: يتطلّب إعداد الميزانية والموازنة تحديد الأولويات والنفقات الأساسية التي يجب تغطيتها قبل أي شيء آخر.
- تحديد الأهداف: يجب تحديد الأهداف المالية الرئيسية والتي يجب تحقيقها لتحقيق النجاح في العمل.
- التغييرات في السياسات الحكومية: يمكن أن تؤثّر التغييرات في السياسات الحكومية على الميزانية والموازنة، الأمر الذي سيتطلّب القيام بإعادة تقييم وإجراء بعض التعديلات اللازمة.
- تغيرات السوق: يمكن أن تؤثّر تغييرات السوق على إيرادات الشركة أو الميزانية الحكومية، الأمر الذي سيتطلّب القيام بإعادة تقييم وإجراء بعض التعديلات اللازمة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المسؤولين عن إعداد الميزانية والموازنة الاهتمام بتطوير مهاراتهم ومعرفتهم بالمعلومات المالية والاقتصادية التي قد تساعدهم على تحديد الإيرادات والنفقات بدقّة، وإعداد ميزانية وموازنة شفافة ودقيقة.