عندما تدخل سؤالًا إلى شريط البحث في قوقل مثلاً، تظهر أمامك مجموعة من الروابط في صفحة النتائج. هذه الروابط تمثل محتوىً، وسواءً كنت تدري أم لا، فإنك تتعامل مع المحتوى بصورة يوميّة.
يساعد المحتوى على جذب العملاء المحتملين والتفاعل معهم، كما أنه يجلب الزوار الجدد إلى الموقع الإلكتروني، ويساهم في زيادة إيرادات الشركة.
ما هي صناعة المحتوى؟
ما هو أول مكان تذهب إليه بحثًا عن إجابة لسؤال ما؟ أعتقد أن الإجابة سوف تكون جوجل. إنك لست الوحيد في هذا المضمار، إذ يجيب جوجل وحده عن أربعة مليارات بحث يوميًا.
ما يظهر أمامك في محرّك البحث هو عبارة عن محتوى، وحتى هذا المقال الذي تقرأه الآن أيضًا محتوى.
مقالات تشخيص الأعراض المرضيّة.. محتوى.
مقاطع الفيديو التي تتحدث عن وصفات الشعر.. محتوى.
الأخبار، منشورات الإنستغرام، المدوّنات، فيديوهات القطط، الصور المتحركة، والميمز.. جميعها محتوى.
يمثل المحتوى جزءًا محوريًا من حياتنا اليوميّة، ومن الصعب تجنبه، ولماذا قد نفعل ذلك؟ فالمحتوى يزودنا بالمعارف والمعلومات، ويجيب عن تساؤلاتنا، ويمتعنا، ويساعدنا على اتخاذ القرارات، وغير ذلك.
وبمعنىً آخر، إذا لم تكن تنتج المحتوى، فسوف تصبح متأخرًا عن الآخرين.
علاوة على ذلك، تتضمن عمليّة صناعة المحتوى في الغالب جولات متعددة من المراجعة والتدقيق مع الأطراف المعنيّة قبل أن يصبح المحتوى جاهزًا للنشر.
ولأن المحتوى يأخذ أشكالًا عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر المدوّنات ومقاطع الفيديو والكتب الإلكترونيّة والتغريدات والإنفوجرافيك والإعلانات، فإن عمليّة صناعة المحتوى تختلف من حالة إلى أخرى، كما أنها ليست بسيطة كما تبدو. مع ذلك، يمكن للمحتوى الجيّد أن يترك تأثيرًا إيجابيًا هائلًا على عملك، فقد أثبتت دراسة حديثة أن إنتاج المحتوى التعليمي عالي الجودة يزيد من احتماليّة الشراء لدى العملاء بمعدّل 131%.
في هذا المقال، سوف نستعرض معك عمليّة صناعة المحتوى من الألف إلى الياء، ونتناول دور المحتوى في مساعدة جمهورك وعملائك على الوصول إلى منتجاتك وخدماتك التي توفر حلًا لمشكلاتهم.
أقرأ أيضاً:
لماذا يُعد المحتوى مهمًا؟
تمثل صناعة المحتوى الأسلوب الأمثل في التسويق الداخلي، فهي تساعدك على توفير معلومات مفيدة ومجانيّة للجمهور، وبالتالي استقطاب العملاء المحتملين إلى موقعك الإلكتروني، والاحتفاظ بالعملاء الحاليين من خلال التفاعل المستمر.
كذلك تساعد صناعة المحتوى على تحقيق عائد كبير على الاستثمار، إذ تشير الأرقام إلى الحقائق التالية:
يستقطب المحتوى عملاء محتملين أكثر بثلاث مرّات من التسويق التقليدي، ويكلّف أقل بـ 62%.
تحصل الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تستخدم التسويق بالمحتوى على عملاء محتملين أكثر بـ 126% من غيرها.
61% من عمليّات الشراء عبر الإنترنت هي نتيجة مباشرة لقراءة مدوّنة أو مقال.
تحصل الشرّكات التي تنشر أكثر من 16 تدوينة شهريًا على زيارات أكثر بـ 3.5 ضعف من الشركات التي تنشر 4 تدوينات أو أقل شهريًا.
تسعى جميع أشكال المحتوى إلى غرض واحد فقط، وهو التواصل مع الجمهور، وفي عالم التسويق يصبح الغرض هو التواصل مع العملاء الحاليين والمحتملين. ومع كل قطعة من المحتوى، فإنك تدخل في اتفاق مع القراء.
يستفيد القراء على نحو ما من قراءة المحتوى الذي تقدمه (معلومات أو ترفيه أو غيره)، في المقابل تستفيد أنت من عرض أفكارك على الجمهور، وتحصل على المزيد من القراء للمستقبل، .وتحفز جمهورك إلى اتخاذ الإجراء الذي ترغب به.
قد تكون عمليّة صناعة المحتوى معقّدة بعض الشيء، ولكنها تعتمد على عنصر بسيط، وهو الثقة، فبناء الثقة مع الجمهور هو المفتاح الأساسي لنجاح التسويق بالمحتوى.
لذلك يجب أن تحرص على الإيفاء بجانبك من الاتفاق، وهو صناعة محتوى ممتع وجذاب. فيما يلي توضيح مبسط لمراحل وخطوات صناعة المحتوى، وهي ملائمة حتى للمبتدئين.
صناعة المحتوى الرقمي
يمثل صناعة المحتوى الرقمي مصطلحًا واسعًا يضم تحته العديد من الأنشطة المختلفة، لذلك ليس من المفاجئ أن يتساءل الناس "ما هي صناعة المحتوى الرقمي" أو "ماذا يُقصد بصناعة المحتوى الرقمي؟" تمتد عمليّة صناعة المحتوى الرقمي بدءًا من مرحلة التخطيط ووضع الاستراتيجيّة وتنتهي بمرحلة التحليل وقياس النجاح، مرورًا بمرحلة إنتاج المحتوى.
يمكن القول إن صناعة المحتوى الرقمي هي عمليّة اكتشاف أفكار لمواضيع قد تثير اهتمام جمهورك المستهدف، ومن ثم صياغة محتوى مرئي أو مكتوب يتمحور حول هذه المواضيع، ويعكس خبرتك أمام عملائك الحاليين والمحتملين.
وللحصول على أكبر استفادة من المحتوى الرقمي، يجب أن تجعل ذلك المحتوى متاحًا للجميع، وأن تسهل الوصول إليه، وذلك من خلال تقديمه للجمهور إمّا على شكل مدوّنات، أو مقاطع فيديو، أو إنفوجرافيك أو غيرها. ولكن كيف تعرف إذا كنت تسير على الطريق الصحيح؟ هنا يأتي دور التحليل وقياس مؤشرات الأداء. فيما يلي نظرة على أبرز مراحل صناعة المحتوى وأهم العوامل في كل مرحلة.
مراحل صناعة المحتوى الرقمي
تتمحور المرحلة الأولى من مراحل صناعة المحتوى الرقمي حول تخطيط المحتوى لجعله ملائمًا لجمهورك المستهدف، وهو ما يوجب عليك معرفة جمهورك في البداية.
المرحلة الأولى: تخطيط المحتوى
تُعد مرحلة التخطيط مهمة للغاية، فهي الأساس لجميع المراحل اللاحقة في عمليّة صناعة المحتوى الرقمي، وتمثل دراسة المواضيع الخطوة الأولى في هذه العمليّة.
الخطوة 1: دراسة مواضيع المحتوى
يجب أن تخصص الكثير من الوقت والجهد لهذه الخطوة، وذلك حتى لا تأخذك الحماسة وتدفعك إلى إنتاج محتوى غير ملائم.
الخطوة 2: تحديد الجمهور المستهدف
تختلف هذه الخطوة في صعوبتها من فرد إلى آخر ومن شركة إلى أخرى. إذا كنت تمتلك شركة قائمة بالفعل ولديها زبائن وعملاء، فيمكنك حينها أن تبحث عن المشاكل التي يعانون منها، وأن تساعدهم على حلها. أمّا إذا كنت تمتلك شركة جديدة، فيجب عليك أن تضع بعض الافتراضات حول طبيعة جمهورك المستهدف، وبكل حال يجب أن تسعى دائمًا إلى تحسين المحتوى حتى بعد صناعته.
فيما يلي عدد من الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك حتى تتأكد من معرفتك لجمهورك حق المعرفة:
من هو زبونك المثالي أو جمهورك؟
- الحالة الاجتماعيّة
ماذا يعملون وماذا يحبون؟
ما هي مشاكلهم؟
- ما هي المشاكل والمخاوف التي تؤرقهم؟
- كيف يمكنك مساعدتهم على حل هذه المشاكل؟
الخطوة 3: دراسة الكلمات المفتاحية
تلعب الكلمات المفتاحيّة دورًا أساسيًا في صناعة المحتوى، فهي كفيلة بجلب الزيارات إلى موقعك الإلكتروني، وزيادة اهتمام الخبراء بعلامتك التجاريّة، وكذلك تحسين سمعتك وتأثيرك!
المرحلة الثانية: إنتاج المحتوى
تُعد مرحلة إنتاج المحتوى المرحلة الأصعب، فبعد التخطيط ووضع الاستراتيجيّة يأتي دور البدء بإنشاء المحتوى الفعلي.
يمثل المحتوى المكتوب أساس المحتوى الرقمي على شبكة الإنترنت، فهو يساعد محرّكات البحث على اكتشاف محتوى موقعك الإلكتروني، ويرفع ترتيبه ضمن نتائج البحث عندما يبحث الناس عن أسئلة يمكن للمحتوى الذي تقدمه أن يساعدهم على حلها.
باستطاعتك أيضًا كتابة مقالات على منصات مختلفة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مثل Medium وLinkedIn، ولكن المشكلة هنا أن الزيارات التي تجلبها تذهب إلى منصات لا تملكها ولا تسيطر عليها.
تذكر أن الغاية الرئيسيّة من كتابة المحتوى هي التواصل مع جمهورك المستهدف.