يُعد التسويق الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر المجالات تنافسية، مع وجود توقعات بنمو الإنفاق في هذا المجال بشكل كبير. تضم المنطقة العديد من الأسواق بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعديد من الأسواق الرئيسية الأخرى، بشكل أساسي، تشكل اللغة العربية العامل المشترك في سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكن بالنسبة للشركات العالمية فإن تركيا وإيران تعتبران جزءاً من المنطقة.
نظرة عامة: حجم السوق
في عام 2020، تم تقدير عدد مستخدمي الإنترنت في الدول العربية بنحو 183 مليون مستخدم، مع التأكيد بأن هذا العدد في تزايد مستمر. ويشكل عدد مستخدمي الإنترنت في هذه الدول ما نسبته 72% من عدد السكان الإجمالي، وتعد منصة فيسبوك الأكثر استخداماً حيث بلغ عدد مستخدميها أكثر من 133 مليون مستخدم مع معدل انتشار 51% حتى شهر فبراير 2020. وتعتبر مصر السوق الأول لفيسبوك في ظل وجود 40 مليون مستخدم فيسبوك فيها، بينما تعتبر المملكة العربية السعودية السوق الأول لمنصة تويتر حيث يشكل مستخدمي هذه المنصة ما نسبته 38% من عدد السكان ومن ثم تركيا حيث يشكل عدد مستخدمي تويتر 13% من عدد السكان.
واستناداً إلى تقرير صادر عن موقع (PayFort) فقد كان من المتوقع أن ينمو سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط ليصل إلى 69 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2020 حيث تشارك كل من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر في الحصة الأكبر من سوق التجارة الالكترونية ويمثل كلاهما ما نسبته 80% من السوق الإقليمي.
القنوات الإعلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
المصدر: Statista
لا يزال سوق الإعلانات يشهد تحولاً كبيراً نحو التسويق الإلكتروني، ووفقاً لإحصائيات موقع (Statista) فقد استحوذ الإنترنت على ما نسبته 44.2٪ من إجمالي الإنفاق على الإعلانات في عام 2020، بينما انخفض الإنفاق على التلفزيون إلى 30٪. والجدير بالذكر أن الإنفاق على القنوات التقليدية يتناقص بشكل كبير مع انخفاض الإنفاق على الصحف إلى 1.9٪ فقط، ويتوقع الخبراء حصول المزيد من التغييرات في السنوات القادمة بسبب زيادة البث عبر الإنترنت ومنصة يوتيوب مما يؤدي إلى انخفاض الإنفاق على التلفزيون بينما ستزداد نسبة الإنفاق على قنوات الفيديو الرقمية.
إحصائيات التسويق الإلكتروني [رسم معلوماتي]
شهد التسويق الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا زيادة هائلة بين عامي 2010 و 2015، ووفقاً لإحصاءات موقع (Statista) فقد زادت الإعلانات الرقمية بنحو 600٪، حيث بلغ الإنفاق على الإعلانات الرقمية أكثر من مليار في عام 2017 وبعد ذلك، بدأ النمو في الاستقرار.
تُظهر التوقعات حصول انخفاض في عام 2020 بسبب Covid-19 الذي أثر على العديد من الصناعات مثل السياحة والمعارض وتجارة التجزئة والسيارات.
استخدام اللغة العربية في الإعلان
في حين أن غالبية المستهلكين الإقليميين هم من الناطقين باللغة العربية، فإن منطقة الخليج ودبي هي موطن للوافدين من جميع أنحاء العالم. تُستخدم اللغة الإنجليزية بشكل شائع كلغة أعمال في العديد من الصناعات مثل التقنيات الماليّة والتكنولوجيا، وخدمات الأعمال، والتعليم، والإدارة. علاوة على ذلك، تُستخدم اللغة الإنجليزية على نطاق واسع في المنتجات الفاخرة ومجالات التطوير العقاري.
نصائح للتسويق الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
استثمر في أبحاث السوق
من المهم جداً أن تقوم بالبدء بإجراء أبحاث السوق والتوقف عن التفكير في الإعلان قبل ذلك، حيث يميل معظم أصحاب العمل إلى توفير الوقت والتكاليف التي يتم إنفاقها في هذا المجال وهذا خطأ فادح.
ابدأ بتقسيم سوق دول مجلس التعاون الخليجي إلى دول أو حتى مدن رئيسية مثل دبي، أبو ظبي، الدوحة، الرياض، جدة، إلخ، وقم بمحاولة اكتشاف التركيبة السكانية وكثافة الوافدين بالنسبة إلى السكان المحليين، وحاول تحليل المنافسين واحتياجات السوق، من الخطأ اعتبار سوق دول مجلس التعاون الخليجي سوقاً محليّاً واحداً، على سبيل المثال يسيطر المغتربون على مدن مثل دبي حيث يتعين عليك الاعتماد على إطلاق المحتوى باللغة الإنجليزية، بينما المملكة العربية السعودية لديها أقل عدد من المغتربين بنسبة 32 ٪، ومع ذلك يمكن أن تختلف القوة الشرائية بين هذه المدن.
حدد شخصية المستهلك
هل لديك فهم واضح لثقافة المستهلك في دول مجلس التعاون الخليجي؟ هذا هو السؤال الأول الذي يجب طرحه بوضوح وبصوت عالٍ، يتأثر قرار الشراء بشدة بثقافة الأسرة والمجتمع بالإضافة إلى توجه السوق، حيث يعتبر قرار الشراء العربي مختلفا عن القرارات الفردية في أسواق مثل أوروبا والولايات المتحدة.
التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي في دول مجلس التعاون الخليجي
من المهم أن نفهم أن التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يقتصر على فيسبوك و انستغرام، مع ذلك علينا أن نفهم أن اختيار قناة التواصل الاجتماعي المناسبة هو حجر الزاوية في وضع استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي حيث أن كل منصة لها وظيفة محددة ومعدل فعالية، من المهم أن نفهم أن انستغرام مثلا بالنسبة للمستهلكين العرب يتعلق أكثر بالأمور الترفيهية والترند (trends).
إعلانات جوجل (Google Ads) وإعلانات الدفع لكل نقرة (PPC) في دول مجلس التعاون الخليجي
دول مجلس التعاون الخليجي هي مستهلك ناشئ يبحث عن المنتجات والخدمات، وتعد إعلانات جوجل مثل الإعلانات التي يتم إطلاقها على محركات البحث وسيلة فعالة للغاية للوصول إلى المستهلكين في هذه المنطقة في وقت قصير واستقطاب العملاء المحتملين بتكلفة أقل. أصبح Google Shopping نشطاً الآن في جميع دول مجلس التعاون الخليجي، مما يوفر فرصة رائعة للتجارة الإلكترونية، ومع ذلك يتطلب التسويق في البلدان العربية باستخدام إعلانات الدفع لكل نقرة (PPC) و التسويق باستخدام محركات البحث مهارات مهنية في إعداد الإعلانات والتحسين المستمر.
تحسين الظهور في محركات البحث وتسويق المحتوى
تحسين الظهور في محركات البحث في المنطقة العربية أحد أكثر خدمات التسويق الرقمي فعالية للشركات في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث كان لدبي ومصر والسعودية والأردن النصيب الأكبر من مشاركة المحتوى عبر الإنترنت، ومع ظهور خدمات تحسين محركات البحث وزيادة الوعي في دول مجلس التعاون الخليجي، أصبح السوق أكثر تنافسية ووصل إلى مرحلة النضج لبعض الفئات.
تسويق الفيديو باللغة العربية
بسبب التغيرات الديموغرافية والاجتماعية، يُعّد الفيديو وسيلة مثالية للوصول إلى المستهلك العربي، حيث يستهلك الجيل الأصغر في دول مجلس التعاون الخليجي مقاطع الفيديو بأعلى معدل في المملكة العربية السعودية، ومع ذلك يقتصر تسويق الفيديو على المحتوى الترفيهي ولا يزال صانع المحتوى في المنطقة يخدم هذا النوع من الطلب. يعتبر السلوك الاجتماعي للمحتوى الإقليمي مقاطع الفيديو على أنها ترفيه أكثر من كونها تعليمية أو توعوية.
يُعّد الفيديو وسيلة مثالية للوصول إلى المستهلك العربي، حيث يستهلك الجيل الأصغر في دول مجلس التعاون الخليجي مقاطع الفيديو بأعلى معدل في المملكة العربية السعودية.
التسويق عبر البريد الإلكتروني
تعتبر دول مجلس التعاون الخليجي منطقة مهمة لإنشاء الإعلانات الضخمة والحملات عبر البريد الإلكتروني، ومع ذلك لم تصل المنطقة إلى مرحلة النضج الكامل للتسويق عبر البريد الإلكتروني كأسلوب تسويق رقمي. هناك قدر هائل من الرسائل غير المرغوب فيها والحملات غير الشخصية التي تغمر البريد الوارد للمستخدم بدون خطة أتمتة مناسبة.